القائمة الرئيسية

الصفحات

لبنان يكافح للتعامل مع موجة الهجرة السورية الجديدة



تراقب الشرق الأوسط عن كثب تدفق اللاجئين السوريين الجدد إلى الأراضي اللبنانية، وتحديداً منطقة البقاع شرق لبنان.

ويفر هؤلاء اللاجئون من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة في سوريا، ما يشكل موجة نزوح جديدة في أعقاب الإجراءات الأمنية الأسباب التي أدت إلى الموجة الأولى منذ عدة سنوات.

ويقوم هؤلاء النازحون بالتنسيق مع المتاجرين الذين ينقلونهم سراً عبر طرق غير مصرح بها إلى الأراضي اللبنانية.

وقد أثار هذا الموضوع استنفاراً سياسياً وأمنياً داخل لبنان، بهدف منع تفاقم هذه المشكلة الظاهرة التي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة.

وقال السوري فادي س.

، البالغ من العمر 24 عاماً، لـ«الشرق الأوسط» لدى وصوله إلى بعلبك شرقي لبنان، إنه لم يكن لديه سوى دولار واحد في جيبه، وهو ما لا يكفي لشراء الضروريات.

الإمدادات من سوبر ماركت محلي.

كانت رحلته من حمص السورية إلى منطقة البقاع اللبنانية قد استنفدت جميع موارده، كما استنفدت الـ100 دولار التي أرسلها عمه لدفع المبلغ لمتاجر البشر لإحضاره إلى لبنان.

كانت نية فادي عند وصوله إلى لبنان هو البحث عن عمل.

كانت الرحلة التي قام بها فادي إلى بعلبك شاقة، حيث امتدت لـ 13 ساعة وتطلبت المرور عبر معابر غير مصرح بها ودروب وعرة.

ومع ذلك، كان من السهل نسبياً التغلب على هذه العقبات لأنه، كما ذكر، المهربون معروفون وفي بعض الأحيان، يسير هؤلاء اللاجئون لساعات عبر الحقول والبساتين للوصول إلى قلب لبنان.

ودخل فادي عبر معبر غير مصرح به شمال الهرمل في أقصى شمال شرق لبنان، برفقة رفاقه.

مجموعة مكونة من 17 سورياً، معظمهم من الشباب الباحثين عن عمل.

وعند وصولهم إلى الأراضي اللبنانية، تفرقوا، فلجأ بعضهم إلى مخيمات النزوح السورية في البقاع، حيث كان لهم أقارب، بينما لجأ آخرون إلى أقاربهم في قرى بعلبك .

الدافع الوحيد وراء نزوح فادي هو الوضع الاقتصادي المتردي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هربت من الظروف الاقتصادية الجهنمية، وتكاليف المعيشة التي لا تطاق في سوريا، والانخفاض الكبير في قيمة الليرة السورية».

هذه العوامل تهدد حصولنا على الغاز ووقود التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء.

أصبحت الحياة قاسية للغاية في سوريا بسبب ارتفاع سعر الصرف إلى 14 ألف ليرة سورية للدولار الواحد، في حين أن الأجور اليومية للزراعة والبناء وأوضح فادي أن عدد العمال في سوريا لا يتجاوز الثلاثة دولارات (40 ألف ليرة سورية).

في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المواد الغذائية، حيث وصل سعر كيلو الطماطم والعنب والبطاطس إلى أكثر من 3000 ليرة سورية.

سعر غالون الزيت 110 آلاف ليرة سورية (8 دولارات)، وكيلو السكر ارتفع إلى 13 ألف ليرة سورية (حوالي دولار واحد).

ووفقاً لفادي، فإن هذه الظروف أجبرته على ترك عمله في حمصلم يستطع ولأنه لم يكن قادراً على تحمل تكلفة الهروب، لجأ إلى عمه الذي يعيش في الخارج، والذي أرسل له 100 دولار.

استخدم فادي هذه الأموال لدفع أموال لمجموعة تهريب مؤلفة من لبنانيين وسوريين، مما أتاح له أخيراً فرصة لتحسين وضعه الاقتصادي و العثور على عمل في لبنان.

وبالفعل وجد فرصته في لبنان، حيث حصل على وظيفة في اليوم التالي لوصوله.

وذكر يوم الأربعاء أنه بدأ العمل في أعمال البناء وكان يتقاضى أجراً يومياً قدره 8 دولارات.

وتؤكد مصادر أمنية لبنانية أن المبلغ الذي دفعه فادي يتوافق مع ما شاهدته، لكن التحقيقات مع الموقوفين الفارين عبر الحدود بطريقة غير شرعية تكشف عن مبالغ أكبر.

وقال مصدر أمني في البقاع لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمه وكشفت المنطقة أن الرسوم التي تتقاضاها عصابات التهريب للشخص الواحد "تتراوح بين 100 إلى 600 دولار بحسب طبيعة الرحلة".

كما أشار المصدر الأمني ​​إلى أن بعض الذين يدخلون لبنان بطريقة غير مشروعة "يستخدمون الأراضي اللبنانية كطريق عبور إلى الدول الأوروبية أو تركيا أو مصر أو اليونان عبر البحر والمطارات».

وأضاف المصدر: «تدير شؤونهم عصابات تؤمن السكن في لبنان قبل تسهيل خروجهم إلى الخارج».

لا يزال الوضع الاقتصادي هو المحرك الأساسي لهجرة السوريين إلى لبنان.

وصلت سامية، 32 عاماً، يوم الثلاثاء مع ابنها محمد البالغ من العمر عامين، إلى مخيم بالقرب من بعلبك عبر طريق تهريب غير قانوني.

كانت قد عادت سابقاً إلى سوريا لتعيش مع عائلتها، معتقدة أن الوضع الاقتصادي في سوريا أفضل منه في لبنان.

لكن سامية عادت الآن إلى لبنان باحثة عن ملجأ من الأوضاع الاقتصادية المتردية في سوريا.

عادت مرة واحدة وتعود سامية مرة أخرى إلى البلد المجاور لتعيش مع زوجها الذي يعمل سائق شاحنة هناك.

واليوم، تقيم سامية في نفس الخيمة التي هجرتها إلى سوريا قبل شهرين، وعادت عبر نفس طريق التهريب ومع نفس المتاجرين.

عندما غادرت إلى سوريا قبل شهرين عن طريق المهربين للعيش هناك مع عائلتي، كان الوضع أفضل مما هو عليه اليوم.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الحياة الآن أصبحت لا تطاق، وهذا ما اضطرني للعودة إلى لبنان».

وتذكر سامية أن تكلفة الرحلة للدخول إلى سوريا من لبنان والعودة تصل إلى 200 دولار، التي اتهمها المهربون برحلات الذهاب والعودة.

اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات لإحباط المعابر الحدودية غير الشرعية.

كجزء من مكافحة الاتجار بالبشر والتسلل غير القانوني عبر الحدود البرية، قامت وحدات من الجيش اللبناني، في أوقات مختلفة، أعلن الجيش اللبناني في بيان صحفي صدر مؤخراً، أنه أحبط خلال الأسبوع الماضي محاولة تسلل لنحو 1100 سوري على الحدود اللبنانية السورية.

تمتد طرق التهريب على مساحة واسعة، تبدأ من الصويري في جنوب البقاع وتمتد إلى أقصى الحدود شمال شرق لبنان، وتغطي منطقة الحدود الشمالية بأكملها.

ويعتبر التهريب أسهل في الشمال بسبب الغطاء النباتي الكثيف الذي يخفي المتسللين.

وأفاد مصدر أمني في شرق لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني، بمساعدة فوج الحدود ودوريات استخباراتية، نجح في السيطرة على قانونيين والمعابر الحدودية غير الشرعية.

كما أقامت حواجز موازية على طول الطرق الدولية في البقاع الشمالي لمنع دخول موجات جديدة من اللاجئين، بعد الانفلات الأمني ​​الأخير.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الفارين إلى لبنان يأتون من كافة المناطق السورية دون استثناء.

وأضاف المصدر أن المعتقلين من قبل الجيش يتم إعادتهم عبر الحدود.

ن.
المصدر : الصحف العالمية

تعليقات

التنقل السريع